الأمن من مكر الله من مداخل الشيطان التي يستغل بها الإنسان حيث أن هنا فئة من الناس منهم من يقيم على كثير من المعاصي فإذا نصحته رد عليك قائلا: «الله غفور رحيم» .. ولكنه قد نسي أن عذابه هو العذاب الأليم.

حيث قال الله -تبارك وتعالى- : ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ۝ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 49، 50]

فالله غفور للتائبين .. رحيم بالمؤمنين .. ولكن العاصين لهم عذاب أليم .. فلا تغتر أيها العبد برحمة الله ولا تأمن مكر الله.

قال الله -تبارك وتعالى- : ﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99].

والأمن من مكر الله يورث الغفلة .. والغفلة تورث التهاون .. وما أدراك ما التهاون ؟! هو سلم الشيطان وسبب من أسباب الخسران .. فمن تهاون في أمر من أوامر الله .. جره الشيطان إلى ما هو أكبر منه وهكذا حتى يوقعه في شباك المعاصي.

فلا بد للإنسان من خوف يردعه ويبعده عن المعاصي ويصده عن كل ما حرم الله بل إن المؤمن كلما ازداد إيمانا كلما ازداد خوفا وشفقة على نفسه .. ولذلك قال الله تعالى عن المؤمنين في الجنة قولهم: ﴿ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ۝ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾ [الطور: 26, 27].

ولذلك قال الحسن البصري -رحمه الله عليه- : «المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف .. والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن».

وكيف نأمن مكر الله والله -سبحانه وتعالى- قال في يوم القيامة: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ۝ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ۝ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ۝ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [ عبس: 34: 37].

كيف نأمن مكر الله وأمامنا يوم تشيب فيه الولدان ؟! يوم نقف أمام الله حفاة عراة فيسألنا عن كل كبيرة وصغيرة وكل حركة وسكنة وتالله إن الأمر عظيم والخطب جليل حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ» رواه البخاري في «الرقاق» باب صفة الجنة والنار.

- أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ : أي باطن قدميه الذي لا يصل إلى الأرض عند المشي.