والمعنى هو: أن يكون العبد في سكونه وحركاته وأقواله وأفعاله لله.. أو مراقبة الله في كل صغيرة وكبيرة.

والمخلص هو: من يعمل ولا يحب أن يحمده الناس ; لأنه لا يريد الأجر إلا من الله.. فإذا حمد الناس فعله أو ذموه فهما سواء وهذه مرتبة صعبة وقليل من يرتقي إليها.

عن أبي أمامة الباهلي، قال: جاء رجل إلى النبي، فقال: أرأيتَ رجلًا غزا يلتمِسُ الأجرَ والذِّكرَ ما له ؟ فقال رسول الله:لا شيء له فأعادها ثلاث مرات، يقول له:لا شيء له ثم قال:إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه رواه النسائي وصححه الألباني.

وقد قال الجنيد: 'إن لله عبادا عقلوا، فلما عقلوا عملوا، فلما عملوا أخلصوا، فاستدعاهما الإخلاص إلى أبواب البرِ أجمع'.

فيجب على كل مسلم أن يتفقد أحواله قبل العمل وأثنائه وبعد العمل، هل الدافع وراء العمل هو إرادة وجه الله فقط أم هناك دوافع أخرى، فمن الناس من يتعلم ليصرف إليه وجوه الناس، أو ليقال عليه عالم أو يشار إليه بالبنان، ومنهم من يتكلم بالوعظ ليتلذذ بالكلام، ومنهم من يتصدق على سائل ليتخلص من ذمه، ومنهم من يعود مريضا ليعاد إذا مرض، ومنهم من يشيع جنازة لتُشيع جنازته أو جنازة أحد أقاربه، وكل هذه الأعمال تشوبها الحظوظ النفسية.

ويجب على المسلم أن يخلص العلم لله، ويجب أن يعلم المسلم أن الإخلاص لا يأتي إلا بالمجاهدة، فالمسلم دائم المراقبة لله، يجاهد نفسه لكي يخلص عمله، ولكن لا يكون هذا سببا في ترك العمل فإن ذلك هدف الشيطان.

حيث يأتي واحد فيقول: انا لا أخطب ولا أعظ خوفا من الرياء، وهذا يقول: لا أؤلف خوفا من الرياء، والآخر يقول: لا أتصدق خوفا من الرياء، وهكذا تتعطل الطاعات ويبتعد الناس عنها ويذهبون إلى المعاصي، وهذا هو هدف الشيطان.

يجب على المسلم تنقية العمل لا تركه، حيث قال الفضيل ابن عياض الفضيل بن عياض -رحمه الله- : " ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك " أما الإخلاص أن يعافيك الله منهما.

سئل النبيعن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله ؟ فقالمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل اللهمتفق عليه.

فلابد أن يكون هدفه الأول هو إعلاء كلمة الله حيث قال اللهوَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فمن حقق الإخلاص لله فقد اعتصم من الشيطان.