5 مشترك
AsHeK EgYpT
نائب الإدارة
البلد :
الجنس :
المساهمات : 2169
العمر : 28
السٌّمعَة : 45
الجنس :
المساهمات : 2169
العمر : 28
السٌّمعَة : 45
نائب الادارة
هذا العضو ينتمي إلى مجموعة نائب الادارة!
خبير المنتديات
هذا المستخدم خبير في استضافة منتديات أحلى منتدى المجانية
إعجاب المساهمات
لقد أعجبك أكثر من 50 مشاركة!
عضو مُساهم
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 مشاركة وتعليق!
عضو مُخضرم
هذا العضو ينتمي إلى هذا المنتدى منذ 2 سنة!
عضو ودود
لقد أضاف هذا العضو أكثر من 10 أعضاء من أعضاء المنتدى كأصدقاء!
عضو مُتسلق
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 موضوعًا مختلفًا ، استمر في ذلك!
عضو نشيط للغاية
لقد قمت بفتح أكثر من 100 موضوعا في المنتدى
المحبوب الحقيقي للأعضاء
لقد حصلت على أكثر من 100 إعجابا على مشاركاتك .. يبدو أن أعضائنا يحبونك حقًا!
السبت 22 يونيو - 20:16
بسم الله الرحمن الرحيم
نستكمل اليوم ما قد بدأناه من سلسلة "من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"
أكتب لكم أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصبر مع شرح كل منهم
وسيتم تقسيم الموضوع لأكثر من جزء وكل واحد في موضوع منفصل وسيتم ربطهم في نهاية كل موضوع للتذكير بالأجزاء الأخرى
نبدأ بالجزء الأول من الموضوع:
1- عن الحارث بن عاصم الأشعريِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمان، والحَمدُ لله تَمْلأُ الميزَانَ، وَسُبْحَانَ الله والحَمدُ لله تَملآن - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَينَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدقةُ بُرهَانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والقُرْآنُ حُجةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ. كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائعٌ نَفسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُها». رواه مسلم
شرح الحديث:
قال النووي -رحمه الله- : هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، قد اشتمل على مهمات من قواعد الإسلام.
قال ابن حجر -رحمه الله- : هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام؛ لاشتماله على مهمات من قواعد الدين، بل نصف الدين، باعتبار ما قررناه في شطر الإيمان، بل على الدين جميعه، باعتبار ما قررناه من الصبر، وفي معتقها وموبقها.
- «الطهور» بالفتح للماء وبالضم للفعل وهو المراد هنا، «شطر الإيمان»؛ أي: نصفه؛ وذلك أن الإيمان تخَلٍّ وتحَلٍّ، أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك؛ لأن الشرك بـ الله نجاسة؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ﴾ (التوبة: 28) ؛ فلهذا كان الطهور شطر الإيمان، وقيل: إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان؛ لأن الصلاة إيمان، ولا تتم إلا بطهور.
«والحمد لله تـملأ الميزان»؛ أي: الحمد لله: وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية تملأ ميزان الأعمال؛ لأنها عند الله عز وجل عظيمة؛ ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».
«وسبحان الله والحمد لله» يعني الجمع بينهما «تـملأ» أو قال «تَملأَّن»، شكٌّ من الراوي، «ما بيـن السماء والأرض»؛ لعظمهما، ولاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن كل نقص، وعلى إثبات الكمال لله عز وجل.
«والصلاة نورٌ»؛ لأنها تمنع عن المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يستضاء به، وهي كذلك نور يوم القيامة؛ كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾ (الحديد: 12).
«والصدقة برهانٌ»؛ أي: دليل على صحة إيمان صاحبها، وسميت صدقة؛ لأنها دليل على صدق إيمانه، وبرهان على قوة يقينه.
«والصبر ضياءٌ» فمعناه: الصبر المحبوب في الشرع، وهو الصبر على طاعة الله تعالى، والصبر عن معصيته، والصبر أيضًا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا، والمراد أن الصبر محمود لا يزال صاحبه مستضيئاً مستهدياً مستمراً على الصواب.
قال ابن عطاء: الصبر: الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، وقال أبو علي الدقاق: حقيقة الصبر ألا يعترض على المقدور، فأما إظهار البلاء لا على وجه الشكوى، فلا ينافي الصبر؛ قال الله تعالى في أيوب -عليه السلام- : ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ (ص: 44) ، مع أنه قال: ﴿ مَسَّنِيَ الضُّرُّ ﴾ (الأنبياء: 83) والله أعلم.
«والقرآن حجةٌ لك أو عليك» والقرآن حجة لك أي عند الله عز وجل، أو حجة عليك، فإن عملت به كان لك، وإن أعرضت عنه كان حجة عليك.
«كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها»؛ أي: كل إنسان يسعى لنفسه، فمنهم من يبيعها لله بطاعته، فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها؛ أي: يُهلكها.
2- عن سعدِ بن مالكِ بنِ سنانٍ الخدري -رضي الله عنهما- : أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَألوا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَأعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَألوهُ فَأعْطَاهُمْ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِندَهُ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ أنْفْقَ كُلَّ شَيءٍ بِيَدِهِ: «مَا يَكُنْ عِنْدي مِنْ خَيْر فَلَنْ أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ. وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأوْسَعَ مِنَ الصَّبْر». مُتَّفَقٌ عليه
شرح الحديث
الأنصار: هم الأوس والخزرج الذين أدركوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فآمنوا به، فهم الذين نصروا دين الله ، ونصروا رسوله -صلى الله عليه وسلم- حيث آووه.
سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والظاهر أن أبا سعيد -رضي الله عنه- كان منهم، حيث إن أمه أرسلته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليسأله، لحاجة شديدة وقعت بهم، كانوا في حاجة، فلما سمع النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يذكر من لا تحل له المسألة رجع ولم يسأل.
يقول: سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده.
وهذا من شمائله -صلى الله عليه وسلم- حيث كان أكرم الناس -صلى الله عليه وسلم- ، فلربما سأله الرجل فخلع ثوبه، أو جبته، أو رداءه، فأعطاه إياه، فكان لا يرد سائلاً.
فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده: فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، السين والتاء للطلب، من يستعفف أي: يطلب العفاف، فالعفاف، والغنى، والصبر، والحلم وغيره كل ذلك يمكن للإنسان أن يتخلقه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، وكذلك يحصل العفاف، فالفقر في القلب قبل كل شيء، لربما تجد الإنسان ليس في يده إلا القليل من عرض الدنيا، ومع ذلك تجده من أغنى الناس، ولربما رأيت الرجل وهو يملك الكثير من هذه الدنيا، ومع ذلك تجد الفقر في قلبه، نسأل الله العافية.
فأقول: هذا تعليم من النبي -صلى الله عليه وسلم- للناس كيفية التخلق بالأخلاق الفاضلة، حتى تصير سجية، فالإنسان قليل الصبر، كيف يكون صبوراً ؟!
عليه أن يتصبر في البداية، إذا أصابه آلام، أو أمراض، أو شدة وفقر، أو شيء من المكاره، يتصبر قليلاً، ويعلم أن الجزع لا ينفعه شيئاً، وإذا نظرت إلى إنسان يتضجر وهو يتألم من المرض، لو وجهت إليه هذا السؤال: هذا التضجر ماذا يغني عنك ؟! هل يرتفع المرض ؟! الجواب: لا يرتفع، فماذا التضجر ؟!
فالمقصود أن العفاف صفة من صفات الكمال التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : "استغنِ عمن شئت تكن نظيره، واحتجْ إلى من شئت تكن أسيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره".
إن استطعت أن لا يكون لأحد من الخلق عليك يد فافعل، لا تحتج للناس، لا تحتج لأحد يمن عليك، المنة لله وحده لا شريك له، الله أعطاك عقلاً، وأعطاك عافية، وأعطاك لساناً، وأعطاك بصراً وسمعاً، وأعطاك كل ما أعطى الآخرين، لا تنتظر من الآخرين أنهم يحسنون إليك، وتكون لهم يد عليك.
قوله: ومن يتصبر يصبره الله هذا هو الشاهد في الباب، يتصبر، يعني: هو في البداية يتكلف الصبر، ليس من طبيعته أنه صبور، والناس يتفاوتون تفاوتاً كبيراً في هذا، من الناس من إذا أصابه زكام أتيته وهو يتأوه، وتظن أن الموت يتنزل به، وإذا سألت أولاده قالوا: هو طبيعته كذا، أدنى شيء يأتيه مباشرة يتحول إلى شخص في غاية الجزع، ﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ (المعارج: 19-23) ، ولا يظهر ضعف الإنسان إلا إذا أصيب، وابتلي.
قوله: وما أُعطي أحدٌ عطاء خيراً وأوسع من الصبر يعني: لا المال، ولا أي شي؛ لأنه بالصبر يحصِّل جميعَ المطالب، ولا يُحصَّل شيءٌ من المطالب إلا بالصبر، فإذا رزق العبد الصبر استطاع أن يستمر في طريق العبودية حتى يصل إلى مأمنه بإذن الله.
3- عن أبي يحيى صهيب بن سنانٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأمْرِ المُؤمنِ إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خيرٌ، ولَيسَ ذلِكَ لأَحَدٍ إلاَّ للمُؤْمِن: إنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكانَ خَيرًا لَهُ، وإنْ أصَابَتْهُ ضرَاءُ صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا لَهُ». رواه مسلم
شرح الحديث
قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- : فيما نقله عن صهيب الرومي: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤمنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ»؛ أي: إن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أظهر العجب على وجه الاستحسان.
«لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ»؛ أي: لشأنه؛ فإن شأنه كله خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن.
ثم فصَّل الرسول -عليه الصلاة والسلام- هذا الأمر الخير، فقال: «إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»؛ هذه حال المؤمن، وكل إنسان، فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين:
إمَّا سرَّاء، وإمَّا ضرَّاء، والناس في هذه الإصابة - السرَّاء والضرَّاء - ينقسمون إلى قسمين: مؤمن، وغير مؤمن
- المؤمن على كل حال ما قدَّر الله له فهو خير له، إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله، وانتظر الفرج من الله، واحتسب الأجر على الله؛ فكان ذلك خيرًا له، فنال بهذا أجر الصائمين.
وإن اصابته سرَّاء من نعمة دينية؛ كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية؛ كالمال والبنين والأهل، شكر الله؛ وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل، فيشكر الله فيكون خيرًا له، ويكون عليه نعمتان: نعمة الدين، ونعمة الدنيا. نعمة الدنيا بالسرَّاء، ونعمة الدين بالشكر، هذه حال المؤمن، فهو على خير، سواء أصيب بسرَّاء، أو أصيب بضراء.
- أما الكافر فهو على شر - والعياذ بـ الله - إن اصابته الضراء لم يصبر، بل تضجر، ودعا بالويل والثبور، وسب الدهر، وسب الزمن، بل وسب الله عز وجل ونعوذ بالله.
وإن أصابته سراء لم يشكُر الله، فكانت هذه السراء عقابًا عليه في الآخرة؛ لأن الكافر لا يأكل أكلة، ولا يشرب شربة إلا كان عليه فيها إثم، وإن كان ليس فيها إثم بالنسبة للمؤمن، لكن على الكافر إثم؛ كما قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ (الأعراف: 32) ؛ هي للذين آمنوا خاصة، وهي خالصة لهم يوم القيامة، أما الذين لا يؤمنون فليست لهم، ويأكلونها حرامًا عليهم، ويعاقبون عليها يوم القيامة، فالكافر شَرٌّ، سواء أصابته الضراء أم السراء، بخلاف المؤمن فإنه على خير.
4- عن أنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- جَعلَ يَتَغَشَّاهُ الكَرْبُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ -رضي الله عنها- : وَاكَربَ أَبَتَاهُ. فقَالَ: «لَيْسَ عَلَى أَبيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ». فَلَمَّا مَاتَ، قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ! يَا أَبتَاهُ، جَنَّةُ الفِردَوسِ مَأْوَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، إِلَى جبْريلَ نَنْعَاهُ! فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ -رضي الله عنها- : أَطَابَتْ أنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- التُّرَابَ ؟ رواه البخاري
شرح الحديث
أن فاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وسلم- لما ثقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه جعل يتغشاه الكرب؛ أي: من شدة ما يصيبه جعل يُغشى عليه من الكرب؛ لأنه - عليه الصلاة والسلام - يُشَدَّد عليه الوعك والمرض، كان يوعك كما يوعك الرجلان من الناس.
والحكمة في هذا، من أجل أن ينال -صلى الله عليه وسلم- أعلى درجات الصبر؛ فإن الصبر منزلة عالية، لا ينال إلا بامتحان واختبار من الله - عز وجل - لأنه لا صبر إلا على مكروه.
فإذا لم يُصَب الإنسان بشيء يُكره فكيف يُعرَف صبره؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِين ﴾ (محمد: 31) ؛ فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوعك كما يوعك الرجلان من الناس.
فجعل يتغشاه الكرب، فتقول فاطمة - رضي الله عنها - «وأكرب أباه»؛ تتوجع له من كربه؛ لأنها امرأة، والمرأة لا تطيق الصبر.
فقال النبي - عليه الصلاة والسلام - : «لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ»؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- لما انتقل من الدنيا انتقل إلى الرفيق الأعلى، كما كان -صلى الله عليه وسلم- وهو يغشاه الموت يقول: «اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى»، وينظر إلى سقف البيت -صلى الله عليه وسلم- .
توفي الرسول - عليه الصلاة والسلام - فجعلت - رضي الله عنها - تَنْدِبُه، لكنه نَدْبٌ خفيف، لا يدل على التسخط من قضاء الله وقدره.
وقولها: «أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ»؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - هو الذي بيده ملكوت كل شيء، آجال الخلق بيده، تصريف الخلق بيده، كل شيء إلى الله، إلى الله المنتهى وإليه الرُّجعى.
فأجاب داعي الله، وهو أنه -صلى الله عليه وسلم- إذا تُوفِّي صار كغيره من المؤمنين؛ يُصْعَد بروحه حتى تُوقف بين يدي الله - عز وجل - فوق السماء السابعة؛ فقالت: واأبتاه، أجاب ربًّا دعاه.
وقولها: «وَاأَبَتَاهُ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ» -صلى الله عليه وسلم- لأنه - عليه الصلاة والسلام - أعلى الخلق منزلة في الجنة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «اسْأَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنَ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ».
ولا شك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مأواه جنة الفردوس، وجنة الفردوس هي أعلي درجات الجنة، وسقفها الذي فوقها عرش الرب جل جلاله، والنبي - عليه الصلاة والسلام - في أعلى الدرجات منها.
قولها: «يَا أَبَتَاهُ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهٌ»؛ النعي: هو الإخبار بموت الميت، وقالت: إننا ننعاه إلى جبريل لأن جبريل هو الذي كان يأتيه بالوحي صباحًا ومساء.
فإذا فُقِدَ النبي - عليه الصلاة والسلام - فُقِدَ نزول جبريل - عليه الصلاة والسلام - إلى الأرض بالوحي؛ لأن الوحي انقطع بموت النبي -صلى الله عليه وسلم- .
ثم لما حُمِل ودُفِن قالت -رضي الله عنها- : «أَطَابَتْ أنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- التُّرَابَ ؟»؛ يعني: من شدة وَجْدِها عليه، وحزنها، ومعرفتها بأن الصحابة - رضي الله عنهم - قد ملأ قلوبهم محبة الرسول - عليه الصلاة والسلام- .
فهل طابت ؟ والجواب: أنها طابت؛ لأن هذا ما أراد الله - عز وجل - وهو شرع الله، ولو كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يُفدى بكل الأرض لفداه الصحابة -رضي الله عنهم- .
لكن الله - سبحانه - هو الذي له الحكم، وإليه المرجع، وكما قال الله تعالى في كتابة: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ (الزمر: 30، 31).
5- عن أُسَامَةَ بنِ زيدِ بنِ حارثةَ مَوْلَى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وحِبِّه وابنِ حبِّه -رضي الله عنهما- ، قَالَ: أرْسَلَتْ بنْتُ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- إنَّ ابْني قَد احْتُضِرَ فَاشْهَدنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرىءُ السَّلامَ، ويقُولُ: «إنَّ لله مَا أخَذَ وَلَهُ مَا أعطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِأجَلٍ مُسَمًّى فَلتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ». فَأَرسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيهِ لَيَأتِينَّهَا. فقامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابتٍ، وَرجَالٌ -رضي الله عنهم- فَرُفعَ إِلَى رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- الصَّبيُّ، فَأقْعَدَهُ في حِجْرِهِ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ عَينَاهُ فَقالَ سَعدٌ: يَا رسولَ الله، مَا هَذَا؟ فَقالَ: «هذِهِ رَحمَةٌ جَعَلَها اللهُ تَعَالَى في قُلُوبِ عِبَادِهِ» وفي رواية: «فِي قُلُوبِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ، وَإِنَّما يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبادِهِ الرُّحَماءَ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وَمَعنَى «تَقَعْقَعُ»: تَتَحرَّكُ وتَضْطَربُ
شرح الحديث
علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- الآداب الشرعية اللازمة في مواقف الحياة، كما علمنا الرحمة والرفق فيما يتطلب الشفقة.
وفي هذا الحديث يروي أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- : أنه وسعد بن أبي وقاص وأبي بن كعب كانوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فأرسلت له ابنته، وهي زينب -رضي الله عنها- ، تخبره أن ابنتها قد حضرت، أي: حضرتها الوفاة.
وطلبت من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحضر إليهم، فأرسل إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعوها أن تصبر وتحتسب، أي: تطلب الأجر من الله، ولتجعل الولد في حساب الله راضية بقضائه.
وقال لها: إن لله ما أخذ وما أعطى، فكل منحة يتحصل عليها العبد هي من الله -سبحانه وتعالى- يؤتيها من يشاء، وكل نعمة يسلبها الله من العبد فهي أيضا منه، ينزعها ممن يشاء، وكل شيء راجع إليه ومقدر عنده -سبحانه وتعالى- .
فلما رأت زينب ذلك أرسلت إليه تقسم عليه أن يحضر، فأبر النبي -صلى الله عليه وسلم- قسمها وذهب إليها، فلما حضر رفعوا له الطفل ووضعوه في حجره، ونفسه تقعقع، أي: تضطرب وتتحرك ويسمع لها صوت، ففاضت عينا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدمع رحمة بالصغير، فلما رأى ذلك سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- : ما هذا يا رسول الله ؟! يسأله عن بكائه، مستغربا صدوره من النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛ لأنه خلاف ما يعهده منه من مقاومة المصيبة بالصبر.
فأخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها رحمة جعلها الله في قلوب الرحماء، وليس من باب الجزع وقلة الصبر، وأن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة وتحقق بها، وبكاؤه -صلى الله عليه وسلم- يدل على أن المنهي عنه من البكاء ما صحبه النوح والجزع وعدم الصبر.
وقوله: «الرحماء» جمع رحيم، من صيغ المبالغة، ومقتضاه: أن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة وتحقق بها بخلاف من فيه أدنى رحمة، لكن ثبت في حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود وغيره: «الراحمون يرحمهم الرحمن»، والراحمون جمع راحم، فيدخل كل من فيه أدنى رحمة.
وفي الحديث: الحث على الاحتساب والصبر عند نزول المصيبة.
وفيه: مشروعية استحضار أهل الفضل والصلاح عند المحتضر.
وفيه: أمر صاحب المصيبة بالصبر قبل وقوع الموت؛ ليقع وهو مستشعر بالرضا، مقاوما للحزن بالصبر.
وفيه: تقديم السلام على الكلام.
وإلى هنا ينتهي الجزء الأول من أحاديث الصبر
نستكمل اليوم ما قد بدأناه من سلسلة "من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"
أكتب لكم أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصبر مع شرح كل منهم
وسيتم تقسيم الموضوع لأكثر من جزء وكل واحد في موضوع منفصل وسيتم ربطهم في نهاية كل موضوع للتذكير بالأجزاء الأخرى
نبدأ بالجزء الأول من الموضوع:
1- عن الحارث بن عاصم الأشعريِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمان، والحَمدُ لله تَمْلأُ الميزَانَ، وَسُبْحَانَ الله والحَمدُ لله تَملآن - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَينَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدقةُ بُرهَانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والقُرْآنُ حُجةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ. كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائعٌ نَفسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُها». رواه مسلم
شرح الحديث:
قال النووي -رحمه الله- : هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، قد اشتمل على مهمات من قواعد الإسلام.
قال ابن حجر -رحمه الله- : هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام؛ لاشتماله على مهمات من قواعد الدين، بل نصف الدين، باعتبار ما قررناه في شطر الإيمان، بل على الدين جميعه، باعتبار ما قررناه من الصبر، وفي معتقها وموبقها.
- «الطهور» بالفتح للماء وبالضم للفعل وهو المراد هنا، «شطر الإيمان»؛ أي: نصفه؛ وذلك أن الإيمان تخَلٍّ وتحَلٍّ، أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك؛ لأن الشرك بـ الله نجاسة؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ﴾ (التوبة: 28) ؛ فلهذا كان الطهور شطر الإيمان، وقيل: إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان؛ لأن الصلاة إيمان، ولا تتم إلا بطهور.
«والحمد لله تـملأ الميزان»؛ أي: الحمد لله: وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية تملأ ميزان الأعمال؛ لأنها عند الله عز وجل عظيمة؛ ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».
«وسبحان الله والحمد لله» يعني الجمع بينهما «تـملأ» أو قال «تَملأَّن»، شكٌّ من الراوي، «ما بيـن السماء والأرض»؛ لعظمهما، ولاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن كل نقص، وعلى إثبات الكمال لله عز وجل.
«والصلاة نورٌ»؛ لأنها تمنع عن المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يستضاء به، وهي كذلك نور يوم القيامة؛ كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾ (الحديد: 12).
«والصدقة برهانٌ»؛ أي: دليل على صحة إيمان صاحبها، وسميت صدقة؛ لأنها دليل على صدق إيمانه، وبرهان على قوة يقينه.
«والصبر ضياءٌ» فمعناه: الصبر المحبوب في الشرع، وهو الصبر على طاعة الله تعالى، والصبر عن معصيته، والصبر أيضًا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا، والمراد أن الصبر محمود لا يزال صاحبه مستضيئاً مستهدياً مستمراً على الصواب.
قال ابن عطاء: الصبر: الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، وقال أبو علي الدقاق: حقيقة الصبر ألا يعترض على المقدور، فأما إظهار البلاء لا على وجه الشكوى، فلا ينافي الصبر؛ قال الله تعالى في أيوب -عليه السلام- : ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ (ص: 44) ، مع أنه قال: ﴿ مَسَّنِيَ الضُّرُّ ﴾ (الأنبياء: 83) والله أعلم.
«والقرآن حجةٌ لك أو عليك» والقرآن حجة لك أي عند الله عز وجل، أو حجة عليك، فإن عملت به كان لك، وإن أعرضت عنه كان حجة عليك.
«كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها»؛ أي: كل إنسان يسعى لنفسه، فمنهم من يبيعها لله بطاعته، فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها؛ أي: يُهلكها.
2- عن سعدِ بن مالكِ بنِ سنانٍ الخدري -رضي الله عنهما- : أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَألوا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَأعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَألوهُ فَأعْطَاهُمْ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِندَهُ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ أنْفْقَ كُلَّ شَيءٍ بِيَدِهِ: «مَا يَكُنْ عِنْدي مِنْ خَيْر فَلَنْ أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ. وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأوْسَعَ مِنَ الصَّبْر». مُتَّفَقٌ عليه
شرح الحديث
الأنصار: هم الأوس والخزرج الذين أدركوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فآمنوا به، فهم الذين نصروا دين الله ، ونصروا رسوله -صلى الله عليه وسلم- حيث آووه.
سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والظاهر أن أبا سعيد -رضي الله عنه- كان منهم، حيث إن أمه أرسلته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليسأله، لحاجة شديدة وقعت بهم، كانوا في حاجة، فلما سمع النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يذكر من لا تحل له المسألة رجع ولم يسأل.
يقول: سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده.
وهذا من شمائله -صلى الله عليه وسلم- حيث كان أكرم الناس -صلى الله عليه وسلم- ، فلربما سأله الرجل فخلع ثوبه، أو جبته، أو رداءه، فأعطاه إياه، فكان لا يرد سائلاً.
فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده: فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، السين والتاء للطلب، من يستعفف أي: يطلب العفاف، فالعفاف، والغنى، والصبر، والحلم وغيره كل ذلك يمكن للإنسان أن يتخلقه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، وكذلك يحصل العفاف، فالفقر في القلب قبل كل شيء، لربما تجد الإنسان ليس في يده إلا القليل من عرض الدنيا، ومع ذلك تجده من أغنى الناس، ولربما رأيت الرجل وهو يملك الكثير من هذه الدنيا، ومع ذلك تجد الفقر في قلبه، نسأل الله العافية.
فأقول: هذا تعليم من النبي -صلى الله عليه وسلم- للناس كيفية التخلق بالأخلاق الفاضلة، حتى تصير سجية، فالإنسان قليل الصبر، كيف يكون صبوراً ؟!
عليه أن يتصبر في البداية، إذا أصابه آلام، أو أمراض، أو شدة وفقر، أو شيء من المكاره، يتصبر قليلاً، ويعلم أن الجزع لا ينفعه شيئاً، وإذا نظرت إلى إنسان يتضجر وهو يتألم من المرض، لو وجهت إليه هذا السؤال: هذا التضجر ماذا يغني عنك ؟! هل يرتفع المرض ؟! الجواب: لا يرتفع، فماذا التضجر ؟!
فالمقصود أن العفاف صفة من صفات الكمال التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : "استغنِ عمن شئت تكن نظيره، واحتجْ إلى من شئت تكن أسيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره".
إن استطعت أن لا يكون لأحد من الخلق عليك يد فافعل، لا تحتج للناس، لا تحتج لأحد يمن عليك، المنة لله وحده لا شريك له، الله أعطاك عقلاً، وأعطاك عافية، وأعطاك لساناً، وأعطاك بصراً وسمعاً، وأعطاك كل ما أعطى الآخرين، لا تنتظر من الآخرين أنهم يحسنون إليك، وتكون لهم يد عليك.
قوله: ومن يتصبر يصبره الله هذا هو الشاهد في الباب، يتصبر، يعني: هو في البداية يتكلف الصبر، ليس من طبيعته أنه صبور، والناس يتفاوتون تفاوتاً كبيراً في هذا، من الناس من إذا أصابه زكام أتيته وهو يتأوه، وتظن أن الموت يتنزل به، وإذا سألت أولاده قالوا: هو طبيعته كذا، أدنى شيء يأتيه مباشرة يتحول إلى شخص في غاية الجزع، ﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ (المعارج: 19-23) ، ولا يظهر ضعف الإنسان إلا إذا أصيب، وابتلي.
قوله: وما أُعطي أحدٌ عطاء خيراً وأوسع من الصبر يعني: لا المال، ولا أي شي؛ لأنه بالصبر يحصِّل جميعَ المطالب، ولا يُحصَّل شيءٌ من المطالب إلا بالصبر، فإذا رزق العبد الصبر استطاع أن يستمر في طريق العبودية حتى يصل إلى مأمنه بإذن الله.
3- عن أبي يحيى صهيب بن سنانٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأمْرِ المُؤمنِ إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خيرٌ، ولَيسَ ذلِكَ لأَحَدٍ إلاَّ للمُؤْمِن: إنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكانَ خَيرًا لَهُ، وإنْ أصَابَتْهُ ضرَاءُ صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا لَهُ». رواه مسلم
شرح الحديث
قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- : فيما نقله عن صهيب الرومي: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤمنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ»؛ أي: إن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أظهر العجب على وجه الاستحسان.
«لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ»؛ أي: لشأنه؛ فإن شأنه كله خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن.
ثم فصَّل الرسول -عليه الصلاة والسلام- هذا الأمر الخير، فقال: «إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»؛ هذه حال المؤمن، وكل إنسان، فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين:
إمَّا سرَّاء، وإمَّا ضرَّاء، والناس في هذه الإصابة - السرَّاء والضرَّاء - ينقسمون إلى قسمين: مؤمن، وغير مؤمن
- المؤمن على كل حال ما قدَّر الله له فهو خير له، إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله، وانتظر الفرج من الله، واحتسب الأجر على الله؛ فكان ذلك خيرًا له، فنال بهذا أجر الصائمين.
وإن اصابته سرَّاء من نعمة دينية؛ كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية؛ كالمال والبنين والأهل، شكر الله؛ وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل، فيشكر الله فيكون خيرًا له، ويكون عليه نعمتان: نعمة الدين، ونعمة الدنيا. نعمة الدنيا بالسرَّاء، ونعمة الدين بالشكر، هذه حال المؤمن، فهو على خير، سواء أصيب بسرَّاء، أو أصيب بضراء.
- أما الكافر فهو على شر - والعياذ بـ الله - إن اصابته الضراء لم يصبر، بل تضجر، ودعا بالويل والثبور، وسب الدهر، وسب الزمن، بل وسب الله عز وجل ونعوذ بالله.
وإن أصابته سراء لم يشكُر الله، فكانت هذه السراء عقابًا عليه في الآخرة؛ لأن الكافر لا يأكل أكلة، ولا يشرب شربة إلا كان عليه فيها إثم، وإن كان ليس فيها إثم بالنسبة للمؤمن، لكن على الكافر إثم؛ كما قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ (الأعراف: 32) ؛ هي للذين آمنوا خاصة، وهي خالصة لهم يوم القيامة، أما الذين لا يؤمنون فليست لهم، ويأكلونها حرامًا عليهم، ويعاقبون عليها يوم القيامة، فالكافر شَرٌّ، سواء أصابته الضراء أم السراء، بخلاف المؤمن فإنه على خير.
4- عن أنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- جَعلَ يَتَغَشَّاهُ الكَرْبُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ -رضي الله عنها- : وَاكَربَ أَبَتَاهُ. فقَالَ: «لَيْسَ عَلَى أَبيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ». فَلَمَّا مَاتَ، قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ! يَا أَبتَاهُ، جَنَّةُ الفِردَوسِ مَأْوَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، إِلَى جبْريلَ نَنْعَاهُ! فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ -رضي الله عنها- : أَطَابَتْ أنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- التُّرَابَ ؟ رواه البخاري
شرح الحديث
أن فاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وسلم- لما ثقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه جعل يتغشاه الكرب؛ أي: من شدة ما يصيبه جعل يُغشى عليه من الكرب؛ لأنه - عليه الصلاة والسلام - يُشَدَّد عليه الوعك والمرض، كان يوعك كما يوعك الرجلان من الناس.
والحكمة في هذا، من أجل أن ينال -صلى الله عليه وسلم- أعلى درجات الصبر؛ فإن الصبر منزلة عالية، لا ينال إلا بامتحان واختبار من الله - عز وجل - لأنه لا صبر إلا على مكروه.
فإذا لم يُصَب الإنسان بشيء يُكره فكيف يُعرَف صبره؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِين ﴾ (محمد: 31) ؛ فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوعك كما يوعك الرجلان من الناس.
فجعل يتغشاه الكرب، فتقول فاطمة - رضي الله عنها - «وأكرب أباه»؛ تتوجع له من كربه؛ لأنها امرأة، والمرأة لا تطيق الصبر.
فقال النبي - عليه الصلاة والسلام - : «لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ»؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- لما انتقل من الدنيا انتقل إلى الرفيق الأعلى، كما كان -صلى الله عليه وسلم- وهو يغشاه الموت يقول: «اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى»، وينظر إلى سقف البيت -صلى الله عليه وسلم- .
توفي الرسول - عليه الصلاة والسلام - فجعلت - رضي الله عنها - تَنْدِبُه، لكنه نَدْبٌ خفيف، لا يدل على التسخط من قضاء الله وقدره.
وقولها: «أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ»؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - هو الذي بيده ملكوت كل شيء، آجال الخلق بيده، تصريف الخلق بيده، كل شيء إلى الله، إلى الله المنتهى وإليه الرُّجعى.
فأجاب داعي الله، وهو أنه -صلى الله عليه وسلم- إذا تُوفِّي صار كغيره من المؤمنين؛ يُصْعَد بروحه حتى تُوقف بين يدي الله - عز وجل - فوق السماء السابعة؛ فقالت: واأبتاه، أجاب ربًّا دعاه.
وقولها: «وَاأَبَتَاهُ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ» -صلى الله عليه وسلم- لأنه - عليه الصلاة والسلام - أعلى الخلق منزلة في الجنة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «اسْأَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنَ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ».
ولا شك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مأواه جنة الفردوس، وجنة الفردوس هي أعلي درجات الجنة، وسقفها الذي فوقها عرش الرب جل جلاله، والنبي - عليه الصلاة والسلام - في أعلى الدرجات منها.
قولها: «يَا أَبَتَاهُ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهٌ»؛ النعي: هو الإخبار بموت الميت، وقالت: إننا ننعاه إلى جبريل لأن جبريل هو الذي كان يأتيه بالوحي صباحًا ومساء.
فإذا فُقِدَ النبي - عليه الصلاة والسلام - فُقِدَ نزول جبريل - عليه الصلاة والسلام - إلى الأرض بالوحي؛ لأن الوحي انقطع بموت النبي -صلى الله عليه وسلم- .
ثم لما حُمِل ودُفِن قالت -رضي الله عنها- : «أَطَابَتْ أنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- التُّرَابَ ؟»؛ يعني: من شدة وَجْدِها عليه، وحزنها، ومعرفتها بأن الصحابة - رضي الله عنهم - قد ملأ قلوبهم محبة الرسول - عليه الصلاة والسلام- .
فهل طابت ؟ والجواب: أنها طابت؛ لأن هذا ما أراد الله - عز وجل - وهو شرع الله، ولو كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يُفدى بكل الأرض لفداه الصحابة -رضي الله عنهم- .
لكن الله - سبحانه - هو الذي له الحكم، وإليه المرجع، وكما قال الله تعالى في كتابة: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ (الزمر: 30، 31).
5- عن أُسَامَةَ بنِ زيدِ بنِ حارثةَ مَوْلَى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وحِبِّه وابنِ حبِّه -رضي الله عنهما- ، قَالَ: أرْسَلَتْ بنْتُ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- إنَّ ابْني قَد احْتُضِرَ فَاشْهَدنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرىءُ السَّلامَ، ويقُولُ: «إنَّ لله مَا أخَذَ وَلَهُ مَا أعطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِأجَلٍ مُسَمًّى فَلتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ». فَأَرسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيهِ لَيَأتِينَّهَا. فقامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابتٍ، وَرجَالٌ -رضي الله عنهم- فَرُفعَ إِلَى رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- الصَّبيُّ، فَأقْعَدَهُ في حِجْرِهِ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ عَينَاهُ فَقالَ سَعدٌ: يَا رسولَ الله، مَا هَذَا؟ فَقالَ: «هذِهِ رَحمَةٌ جَعَلَها اللهُ تَعَالَى في قُلُوبِ عِبَادِهِ» وفي رواية: «فِي قُلُوبِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ، وَإِنَّما يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبادِهِ الرُّحَماءَ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وَمَعنَى «تَقَعْقَعُ»: تَتَحرَّكُ وتَضْطَربُ
شرح الحديث
علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- الآداب الشرعية اللازمة في مواقف الحياة، كما علمنا الرحمة والرفق فيما يتطلب الشفقة.
وفي هذا الحديث يروي أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- : أنه وسعد بن أبي وقاص وأبي بن كعب كانوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فأرسلت له ابنته، وهي زينب -رضي الله عنها- ، تخبره أن ابنتها قد حضرت، أي: حضرتها الوفاة.
وطلبت من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحضر إليهم، فأرسل إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعوها أن تصبر وتحتسب، أي: تطلب الأجر من الله، ولتجعل الولد في حساب الله راضية بقضائه.
وقال لها: إن لله ما أخذ وما أعطى، فكل منحة يتحصل عليها العبد هي من الله -سبحانه وتعالى- يؤتيها من يشاء، وكل نعمة يسلبها الله من العبد فهي أيضا منه، ينزعها ممن يشاء، وكل شيء راجع إليه ومقدر عنده -سبحانه وتعالى- .
فلما رأت زينب ذلك أرسلت إليه تقسم عليه أن يحضر، فأبر النبي -صلى الله عليه وسلم- قسمها وذهب إليها، فلما حضر رفعوا له الطفل ووضعوه في حجره، ونفسه تقعقع، أي: تضطرب وتتحرك ويسمع لها صوت، ففاضت عينا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدمع رحمة بالصغير، فلما رأى ذلك سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- : ما هذا يا رسول الله ؟! يسأله عن بكائه، مستغربا صدوره من النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛ لأنه خلاف ما يعهده منه من مقاومة المصيبة بالصبر.
فأخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها رحمة جعلها الله في قلوب الرحماء، وليس من باب الجزع وقلة الصبر، وأن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة وتحقق بها، وبكاؤه -صلى الله عليه وسلم- يدل على أن المنهي عنه من البكاء ما صحبه النوح والجزع وعدم الصبر.
وقوله: «الرحماء» جمع رحيم، من صيغ المبالغة، ومقتضاه: أن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة وتحقق بها بخلاف من فيه أدنى رحمة، لكن ثبت في حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود وغيره: «الراحمون يرحمهم الرحمن»، والراحمون جمع راحم، فيدخل كل من فيه أدنى رحمة.
وفي الحديث: الحث على الاحتساب والصبر عند نزول المصيبة.
وفيه: مشروعية استحضار أهل الفضل والصلاح عند المحتضر.
وفيه: أمر صاحب المصيبة بالصبر قبل وقوع الموت؛ ليقع وهو مستشعر بالرضا، مقاوما للحزن بالصبر.
وفيه: تقديم السلام على الكلام.
وإلى هنا ينتهي الجزء الأول من أحاديث الصبر
توقيع: AsHeK EgYpT
عبد الله
عضو مميز
البلد :
الجنس :
المساهمات : 172
العمر : 37
السٌّمعَة : 2
الجنس :
المساهمات : 172
العمر : 37
السٌّمعَة : 2
عضو مُخضرم
هذا العضو ينتمي إلى هذا المنتدى منذ 2 سنة!
عضو مُساهم
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 مشاركة وتعليق!
عضو مُتسلق
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 موضوعًا مختلفًا ، استمر في ذلك!
عضوية مميزة
هذا العضو ينتمي إلى مجموعة العضوية المميزة!
الأحد 23 يونيو - 22:50
جزاك الله خيرا
AsHeK EgYpT
نائب الإدارة
البلد :
الجنس :
المساهمات : 2169
العمر : 28
السٌّمعَة : 45
الجنس :
المساهمات : 2169
العمر : 28
السٌّمعَة : 45
نائب الادارة
هذا العضو ينتمي إلى مجموعة نائب الادارة!
خبير المنتديات
هذا المستخدم خبير في استضافة منتديات أحلى منتدى المجانية
إعجاب المساهمات
لقد أعجبك أكثر من 50 مشاركة!
عضو مُساهم
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 مشاركة وتعليق!
عضو مُخضرم
هذا العضو ينتمي إلى هذا المنتدى منذ 2 سنة!
عضو ودود
لقد أضاف هذا العضو أكثر من 10 أعضاء من أعضاء المنتدى كأصدقاء!
عضو مُتسلق
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 موضوعًا مختلفًا ، استمر في ذلك!
عضو نشيط للغاية
لقد قمت بفتح أكثر من 100 موضوعا في المنتدى
المحبوب الحقيقي للأعضاء
لقد حصلت على أكثر من 100 إعجابا على مشاركاتك .. يبدو أن أعضائنا يحبونك حقًا!
moment
عضو جديد
البلد :
الجنس :
المساهمات : 48
العمر : 29
السٌّمعَة : 0
الجنس :
المساهمات : 48
العمر : 29
السٌّمعَة : 0
عضو جديد
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 1 مساهمة مختلفة!
عضو مُخضرم
هذا العضو ينتمي إلى هذا المنتدى منذ 2 سنة!
عضو محبوب
لقد أُعجب هذا العضو أكثر من 5 مشاركة!
الخميس 27 يونيو - 3:26
جزاك الله كل خير
حياة القلوب
اسد المنتدى
البلد :
الجنس :
المساهمات : 844
العمر : 36
السٌّمعَة : 49
الجنس :
المساهمات : 844
العمر : 36
السٌّمعَة : 49
الأكثر إعجابا
لقد حصلت على أكثر من 50 إعجابا على مشاركاتك .. أعضائنا لديهم الحق فأنت لديك الكثير لتقدمه
اسد المنتدى
هذا العضو ينتمي إلى مجموعة اسد المنتدى!
عضو مُساهم
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 مشاركة وتعليق!
عضو مُخضرم
هذا العضو ينتمي إلى هذا المنتدى منذ 2 سنة!
عضو مُتسلق
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 موضوعًا مختلفًا ، استمر في ذلك!
الجمعة 28 يونيو - 22:36
رائع احسنت النشر
AsHeK EgYpT
نائب الإدارة
البلد :
الجنس :
المساهمات : 2169
العمر : 28
السٌّمعَة : 45
الجنس :
المساهمات : 2169
العمر : 28
السٌّمعَة : 45
نائب الادارة
هذا العضو ينتمي إلى مجموعة نائب الادارة!
خبير المنتديات
هذا المستخدم خبير في استضافة منتديات أحلى منتدى المجانية
إعجاب المساهمات
لقد أعجبك أكثر من 50 مشاركة!
عضو مُساهم
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 مشاركة وتعليق!
عضو مُخضرم
هذا العضو ينتمي إلى هذا المنتدى منذ 2 سنة!
عضو ودود
لقد أضاف هذا العضو أكثر من 10 أعضاء من أعضاء المنتدى كأصدقاء!
عضو مُتسلق
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 موضوعًا مختلفًا ، استمر في ذلك!
عضو نشيط للغاية
لقد قمت بفتح أكثر من 100 موضوعا في المنتدى
المحبوب الحقيقي للأعضاء
لقد حصلت على أكثر من 100 إعجابا على مشاركاتك .. يبدو أن أعضائنا يحبونك حقًا!
AsHeK EgYpT
نائب الإدارة
البلد :
الجنس :
المساهمات : 2169
العمر : 28
السٌّمعَة : 45
الجنس :
المساهمات : 2169
العمر : 28
السٌّمعَة : 45
نائب الادارة
هذا العضو ينتمي إلى مجموعة نائب الادارة!
خبير المنتديات
هذا المستخدم خبير في استضافة منتديات أحلى منتدى المجانية
إعجاب المساهمات
لقد أعجبك أكثر من 50 مشاركة!
عضو مُساهم
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 مشاركة وتعليق!
عضو مُخضرم
هذا العضو ينتمي إلى هذا المنتدى منذ 2 سنة!
عضو ودود
لقد أضاف هذا العضو أكثر من 10 أعضاء من أعضاء المنتدى كأصدقاء!
عضو مُتسلق
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 موضوعًا مختلفًا ، استمر في ذلك!
عضو نشيط للغاية
لقد قمت بفتح أكثر من 100 موضوعا في المنتدى
المحبوب الحقيقي للأعضاء
لقد حصلت على أكثر من 100 إعجابا على مشاركاتك .. يبدو أن أعضائنا يحبونك حقًا!
ahmed bebarz
فريق العمل
الجنس :
المساهمات : 619
العمر : 24
السٌّمعَة : 2
المساهمات : 619
العمر : 24
السٌّمعَة : 2
عضو محبوب
لقد أُعجب هذا العضو أكثر من 5 مشاركة!
فريق العمل
هذا العضو ينتمي إلى مجموعة فريق العمل!
عضو مُساهم
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 مشاركة وتعليق!
عضو مُخضرم
هذا العضو ينتمي إلى هذا المنتدى منذ 2 سنة!
عضو مُتسلق
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 موضوعًا مختلفًا ، استمر في ذلك!
كاتب المنتدى
لقد قمت بفتح أكثر من 50 موضوعا في المنتدى
AsHeK EgYpT
نائب الإدارة
البلد :
الجنس :
المساهمات : 2169
العمر : 28
السٌّمعَة : 45
الجنس :
المساهمات : 2169
العمر : 28
السٌّمعَة : 45
نائب الادارة
هذا العضو ينتمي إلى مجموعة نائب الادارة!
خبير المنتديات
هذا المستخدم خبير في استضافة منتديات أحلى منتدى المجانية
إعجاب المساهمات
لقد أعجبك أكثر من 50 مشاركة!
عضو مُساهم
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 مشاركة وتعليق!
عضو مُخضرم
هذا العضو ينتمي إلى هذا المنتدى منذ 2 سنة!
عضو ودود
لقد أضاف هذا العضو أكثر من 10 أعضاء من أعضاء المنتدى كأصدقاء!
عضو مُتسلق
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 موضوعًا مختلفًا ، استمر في ذلك!
عضو نشيط للغاية
لقد قمت بفتح أكثر من 100 موضوعا في المنتدى
المحبوب الحقيقي للأعضاء
لقد حصلت على أكثر من 100 إعجابا على مشاركاتك .. يبدو أن أعضائنا يحبونك حقًا!
الإثنين 2 سبتمبر - 18:25
ahmed bebarz كتب:بارك الله فيك على الموضوع القيم و المميز و في انتظار جديدك الأروع و المميز
مشكور أخي أنرت الموضوع بوجودك
توقيع: AsHeK EgYpT
سجل دخولك أو سجل عضوية جديدة لتستفيد أكثر من المنتدى!
سجل دخولك أو سجل عضوية جديدة لتحصل على المزيد من المنتدى!
صلاحيات المنتدى
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى